محاولة التقاط النفَس أو ضيق التنفّس في كل مرة بعد الاستيقاظ قد يكون أمراً مُقلقاً، له عدة أسباب مُحتملة، أشهرها انقطاع النفس النومي واضطرابات الهلع وأسباب أخرى، ويجب مراجعة الطبيب في حال تكرّرت المشكلة للبحث عن السبب وعلاجه.
المحتويات
أسباب وعلاج ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم
من أشهر الأسباب لضيق التنفس عند الاستيقاظ:
انقطاع النفس النومي الانسدادي (OSA)
هو أحد اضطرابات النوم الخطرة التي تحدث عندما ترتخي الأنسجة في الحلق أثناء النوم، لتُسبب انسداداً مؤقتاً في المجرى التنفّسي، وبالتالي انقطاع النَفَس، وتظهر أعراض أخرى هي الشعور بالاختناق، مشاكل النوم، الشخير بصوت عالي، التعب والصداع أثناء النهار، جفاف الفم والحلق، ومشاكل التركيز بسبب النوم غير المريح.
انقطاع النفس النومي الانسدادي شائع أكثر بين المدخنين، والذين يعانون من السمنة، ومرضى السكري، والربو.
العلاج: للحالات الخفيفة من انقطاع النفس النومي الانسدادي تُستعمل واقيات فم متخصّصة تُساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحاً أثناء النوم، أما للحالات الأشد فالعلاج الرئيسي هو جهاز “CPAP” المنزلي، فكرته هي إبقاء ضغط إيجابي في كامل المجرى التنفسي، مما يمنع ارتخاء أنسجة الحلق، وبالتالي يُبقي المجرى التنفسي مفتوحاً أثناء النوم.
نوع آخر من اضطرابات النوم يمكن أن يُسبب ضيق التنفس بعد الاستيقاظ هو انقطاع النفس النومي المركزي (CSA)، هو أقل شيوعاً من انقطاع النفس النومي الانسدادي، سببه فشل الدماغ في إرسال إشارات التنفّس أثناء النوم، وعلاجه يعتمد على سبب هذا الفشل إلى جانب أجهزة CPAP.
إقرأ أيضا:أسباب السعال الليلياضطراب القلق والهلع
الكوابيس المزعجة خلال النوم يمكن أن تجعل الشخص يستيقظ مع ضيق تنفس شديد، لكن إن تكرّرت المشكلة فقد تكون دلالة على الإصابة باضطرابات القلق والهلع، وهي أحد الاضطرابات النفسية التي تُسبب الخوف الشديد عند الشخص دون سبب واضح، قد تحدث في النهار أو في الليل، وتُسبب أعراضاً مُخيفة للشخص نفسه، لكنها غير خطرة، منها ضيق التنفس، الإحساس بالاختناق، تسارع نبض القلب، تعرّق غزير، والانفصال عن أرض الواقع مؤقتاً.
العلاج: يجب استشارة طبيب نفسي لحل مشكلة اضطراب الهلع، ويتضمن العلاج عادةً المهدئات والأدوية المضادة للاكتئاب، إلى جانب العلاج النفسي، وتعلّم تقنيات تهدئة النفس، كالتنفّس العميق.
المشاكل التنفسية المزمنة (الربو والانسداد الرئوي المزمن)
الربو غير المُعالج أو غير المسيطر عليه قد يُسبب صعوبة وضيق التنفّس بعد الاستيقاظ، إلى جانب أعراض الربو الأخرى، كالسعال، والصفير أثناء التنفّس، وضيق الصدر.
أيضاً الانسداد الرئوي المزمن (COPD) هو أحد اضطرابات التنفس المزمنة، يُصيب المدخنين عادةً، يحدث عند تضرر الأكياس الهوائية في الرئة، ويُسبب أعراضاً منها صعوبة التقاط النَفَس، الصفير، السعال مع بلغم، وضيق الصدر.
العلاج: الالتزام بالأدوية والبخاخات الموصوفة لعلاج الربو والانسداد الرئوي المزمن يُساعد كثيراً في السيطرة على المرض، وتقليل أعراضه.
التنقيط الأنفي الخلفي
يمكن أن يُسبب الرشح والإنفلونزا، أو الحساسية، أو الجيوب الأنفية وأسباب أخرى التنقيط الأنفي الخلفي (Post-nasal drip) أي سيلان المخاط باتجاه خلفي نحو الحلق، وعند تراكمه بكميات أثناء النوم، يمكن أن يُسبب انسداد المجرى التنفسي، وبالتالي استيقاظ الشخص وهو يُعاني من السعال وضيق التنفّس.
إقرأ أيضا:تخفيف سيلان الأنف عند الرضعالعلاج: يمكن تخفيف التنقيط الأنفي الخلفي عبر رفع الرأس أثناء النوم، أو أخذ حمام دافئ قبل النوم لتخفيف سماكة المخاط، والعلاج يعتمد على السبب، إذ يمكن استخدام أدوية الحساسية أو مضادات الاحتقان.
ارتجاع أحماض المعدة
يمكن أن ترتجع الأحماض من المعدة إلى المريء وصولاً إلى الحلق لتُسبب استيقاظ الشخص مع ضيق تنفّس شديد، وتتضمن أعراض حموضة المعدة الأخرى: حرقة المعدة، رائحة الفم الكريهة، والتهاب الحلق المزمن.
العلاج: تُساعد أدوية الحموضة على علاج حموضة المعدة، مثل فاموتيدين (Famodar) وأوميبرازول (Omedar)، كما يجب تجربة بعض النصائح للتخفيف من الحموضة، منها:
- رفع الرأس أثناء النوم باستخدام عدة وسائد لمنع ارتجاع الأحماض.
- تجنب الأكل قبل النوم بعدة ساعات.
- الابتعاد عن المأكولات الدهنية أو المقلية.
- تقليل تناول الأطعمة الحامضة والمنبّهات قبل النوم، مثل الطماطم، أو الحمضيات، أو القهوة.
ضعف عضلة القلب
اضطرابات النوم وضيق التنفّس من الأعراض الشائعة لضعف عضلة القلب، والذي يحدث عندما تقل كفاءة القلب في ضخ الدم إلى أنحاء الجسم، وهذا يُسبب تراكم السوائل في الرئتين، وبالتالي ضيق التنفّس عند الاستيقاظ من النوم، وتتضمن الأعراض الأخرى لضعف عضلة القلب: السعال، الإرهاق بسهولة، تورّم الساقين والكاحل، وألم الصدر.
إقرأ أيضا:ماهو البلغم الأصفر ؟العلاج: هناك عدة خيارات علاجية للسيطرة على ضعف عضلة القلب، منها الأدوية، وتغيرات نمط الحياة، والجراحة للحالات الشديدة.