الغدد وهرمونات الجسم

الغدة الصنوبرية

الغدة الصنوبرية

الغدة الصنوبرية

الغدة الصنوبرية (Pineal gland) غُدّة صغيرة يُشابه شكلها شكل حبة الصنوبر، وتقع في مركز الدماغ ضمن منطقة فوق المهاد، عند نُقطة التقاء نصفي الدماغ، ووظيفة الغدة الصنوبرية الرئيسية هي استقبال معلومات من منطقة الأعصاب المسؤولة عن استشعار ضوء النهار وعتمة الليل، والتي بناء عليها تفرز الغدة الصنوبرية الميلاتونين (هرمون النوم) في الليل وتفرز السيروتونين (هرمون السعادة) في النهار، ويتثبط إنتاجه في النهار.

 

تحتوي الغدة الصنوبرية على تراكيز مُرتفعة من الكالسيوم، مما يسمح للطبيب في حال استدعى الأمر ذلك بتحديد منطقة مُنتصف الدماغ باستخدام الأشعة السينية (X-ray).

 

الغدة الصنوبرية

تستشعر العقدة فوق المتصالبة إضاءة النهار فترسل المعلومات عبر العقدة العصبية العنقية التي بدورها تنقلها للغدة الصنوبرية لتقلل إنتاج الميلاتونين.

 

الغدة الصنوبرية

وظائف الغدة الصنوبرية

تُعد وظيفة الغُدّة الصنوبرية الأساسية هي إفراز هرمونين أساسيين هما:

  • الميلاتونين: وهو هرمون النوم، والذي تقوم بإفرازه في الليل والظلام.
  • الناقل العصبي والمُسمّى بالهرمون الذي ينتج عنه الميلاتونين وهو السيروتونين.

وإلى جانب إفراز الميلاتون والسيروتونين هُناك وظائف أخرى للغدة الصنوبرية، يُمكن توضيحها كالتالي:

إقرأ أيضا:أعراض الغدة الدرقية عند الأطفال
  • تنظيم عمليات هدم وبناء العظام: حيث وجدت بعض الدراسات أن انخفاض إفراز هرمون الميلاتونين الذي يحدث بشكل طبيعي مع تقدُّم العمر يُمكن أن يزيد من خطر حدوث هشاشة العظام، خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، حيث إن للميلاتونين دور في الحفاظ على كثافة العظام.
  • المُحافظة على الصحة النفسية: من المعروف أن الصحة النفسية مُرتبطة بانتظام النوم والحصول على قسط كافي من النوم، ويُمكن لأي خلل في مُستويات الميلاتونين أن يؤثر سلباً في دورة النوم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية الناتجة عن مشاكل النوم.
  • تنظيم عمل الغُدّة النخامية: يُمكن لاختلاف مُستويات هرمون الميلاتونين خلال اليوم أن يؤثر في وظيفة الغدة النخامية، وذلك بتحفيز أو تثبيط إنتاج وإفراز هرمونات مُحددة في جسم الإنسان، وخاصة الهرمونات الجنسية، وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات الغدة الكظرية.
  • تنظيم الحس الاتجاهي: حيث وجدت إحدى الدراسات أنه يُمكن لهرمون الميلاتونين أن يكون له دور في تصقيل الحس الاتجاهي لدى الإنسان، وأنه مع تقدُّم العمر وانخفاض مُستويات الميلاتونين في الجسم يُمكن أن يكون لهذا دور في انخفاض الحس الاتجاهي لدى كبار العمر.

 

يتم إفراز الميلاتونين والسيروتونين من الغدة الصنوبرية إلى مجرى الدم مُباشرة فضلا عن السائل الدماغي المُحيط بها والمعروف باسم السائل الدماغي الشوكي (CSF)، ويُنظّم هرمون الميلاتونين دورة النوم والاستيقاظ في الجسم (Circadian rythm)، وذلك بحسب شدّة الأضواء التي يتعرض لها الشخص على مدار اليوم، حيث يزداد إفراز الميلاتونين في ساعات الليل وقبل موعد النوم، وينخفض في ساعات الصباح وخاصة عند الاستيقاظ ورؤية أشعة الشمس الساطعة، أما السيروتونين فله دور في تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

إقرأ أيضا:أعراض زيادة البروستاجلاندين

الهرمونات التي تُفرزها الغدة الصنوبرية

يُعد هرمون الميلاتونين الهرمون الأساسي الذي تُفرزه الغُدة النخامية إلى جانب الناقل العصبي سيروتونين، ويُمكن لهرمون الميلاتونين أن يكون له دور في إفراز هرمونات أخرى مثل:

  • الهرمونات الجنسية والمسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية وتكوين الحيوانات المنوية.
  • الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عمل الغدة الدرقية.
  • الهرمونات المُنظِّمة لعمل الغدة الكظرية.

وذلك بحسب تأثير الغدة الصنوبرية في الغدة النخامية والغدد المتأثرة فيها.

الأمراض التي يُمكن أن تُصيب الغدة الصنوبرية

يُمكن للغُدة النخامية أن يُصيبها العديد من الأمراض، وبالرغم من أنها نادرة إلى أنه يُمكن لانخفاض هرمون الميلاتونين أن يُسبب أعراض مُزعجة، خاصة مشاكل النوم، والذي يُمكن أن ينتج عنها مشاكل أخرى، مثل:

  • القلق والتوتر.
  • مشاكل في الغدة الدرقية سواء خمول أو فرط نشاط.
  • زيادة حركة الأمعاء.
  • انقطاع الدورة الشهرية.

كما يُمكن لزيادة إفراز هرمون الميلاتونين فوق المُستويات الطبيعية أن يُسبب ظهور أعراض أخرى، منها :

  • انخفاض شديد في ضغط الدم، مما يُسبب الشعور بإغماء أو الإغماء بشكل مُتكرر.
  • الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD).
  • مشاكل في الغدة الكظرية، إما بارتفاع أو انخفاض مُستويات الهرمونات التي تُفرزها.

وتختلف مُسببات الأمراض التي يُمكن أن تُصيب الغدة الصنوبرية من شخص لآخر، حيث يُمكن أن تحدث أمراض الغدة الصنوبرية لأحد الأسباب التالية:

إقرأ أيضا:شرح عن هرمون FSH
  • زيادة تراكيز الكالسيوم بشدة في الغدة الصنوبرية مما يُسبب تكلُّسها أو حدوث تكلُّسات داخلها تؤثر سلباً في وظيفتها.
  • نمو أورام في الغدة الصنوبرية أو في منطقة تحت المهاد مما يُسبب الضغط عليها ويؤثر في وظيفتها.

ويعتمد علاج أمراض الغدة الصنوبرية على المُسبب لها، حيث لم يتم إيجاد علاج لتقليل تكلُّس الغدة الصنوبرية بعد، ويعتمد العلاج على استخدام حبوب الميلاتونين لتعويض النقص، أما في حال كان مرض الغدة الصنوبرية ناتج عن وجود أورام فيها فيتم عادة استئصال هذه الأورام جراحياً ومن ثم إعطاء المُكمِّلات التي تُعوِّض نقص الميلاتونين في حال لزم ذلك.

هل يؤثر نظام الحياة في وظيفة الغُدّة الصنوبرية؟

نعم، يُمكن للتعرض للأضواء الساطعة في ساعات الليل وقبل موعد النوم أن تُقلل من إفراز الميلاتونين، مما يعني مُواجهة صعوبات في الخلود للنوم، كما أن العمل بنظام المناوبات أن يُسبب خلل في إفراز الميلاتونين خاصة إذا كان الشخص يعمل خلال الليل وينام خلال النهار، كما أن فرط استهلاك القهوة لأكثر من 60 فنجان خلال السنة يُمكن أن يُسبب تقلُّص في الغدة الصنوبرية مع مرور السنين، مما يعني مواجهة صعوبات النوم مع التقدُّم في السن.[٨][٩]

السابق
الغدد التناسلية للأنثى
التالي
الغدة النخامية