التهاب الرئة عند كبار السن

الالتهاب الرئوي من الأمراض التي قد تصيب أي فئة عمرية، إلا أنه قد يزداد خطر الإصابة به عند الأطفال الصغار وكبار السن؛ نظراً لضعف جهاز المناعة في هذه المرحلة، بل إن كبار السن أيضاً مُعرّضون لخطر الإصابة بمضاعفات التهاب الرئة التي قد تكون مهددة للحياة.

التهاب الرئة عند كبار السن

قد يُصيب التهاب الرئة (Pneumonia) إحدى أو كلتا الرئتين، ويحدث عندما تُصيب البكتيريا أو الفيروسات الأكياس الهوائية المسؤولة عن تبادل الغازات في الرئة، وتجعل الشخص يُصاب بمشاكل وأعراض تنفسية، وقد تختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر، إلا أنها تميل لأن تكون أكثر شدة عند كبار السن لضعف مناعتهم، وفي حال إهمال علاج التهاب الرئة، فيُمكن أن يُصاب كبير السن بمضاعفات ومشاكل خطرة على صحته.

لماذا كبار السن مُعرضون لخطر الإصابة بالتهاب الرئة؟

كبار السن مُعرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالتهاب الرئة لهذه الأسباب:

• ضعف الجهاز المناعي: فمع التقدّم في العمر يفقد جهاز المناعة قوته شيئاً فشيئاً، مما يجعله أكثر عُرضة للأمراض.
• الإصابة بمشاكل صحية: مُعظم كبار السن مُصابون بأمراض صحية مزمنة قد تزيد من احتمالية إصابتهم بالتهاب الرئة، كالسكري أو مرض باركنسون، وأيضاً قد تكون الأدوية المتناولة سبباً لضعف المناعة لديهم.
• مشاكل البلع والتنفّس: قد يواجه كبار السن مشاكل في البلع وازدياد خطر استنشاق مواد غريبة أو أطعمة في الرئتين، والتي بدورها قد تُسبب التهاباً في الرئة.
• الخضوع للجراحة أو المكوث في المستشفيات: غالباً يُصاب كبار السن بمشاكل صحية قد تستدعي إقامتهم في المستشفى لفترة طويلة، وفي هذه الحالة يزداد خطر التقاط الفيروسات والبكتيريا المُسببة لالتهاب الرئة والتي تنتشر في المستشفيات.

انتبه لها: أعراض التهاب الرئة عند كبار السن

يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت حال ملاحظة أعراض التهاب الرئة التالية على كبير السن:

• سعال.
• ارتفاع حرارة الجسم مع قشعريرة.
• ألم الصدر يزداد مع التنفّس بعمق أو السعال.
• بلغم أخضر، أو أصفر، أو مع دم.
• تعرّق.
• ضيق التنفّس أو تنفّس سريع.
• الشعور بالتعب والإرهاق.
• ازدياد الحالة سوءاً بعد مرض أُصيب به مؤخراً، مثل الرشح، أو الإنفلونزا، أو كورونا.
• ازرقاق الشفتين أو الأظافر لهبوط الأكسجين في الدم.

أحياناً قد تظهر أعراض مميّزة لالتهاب الرئة عند كبار السن، منها:

• تشوّش الذهن وتغيّرات سلوكية.
• فقدان الشهية.
• عدم توازن وكثرة السقوط.
• تغيّرات فجائية في حياته اليومية، وأداء المهام.
• سلس البول.
• هلوسات أحياناً.

أسباب التهاب الرئة عند كبار السن

قد يكون سبب التهاب الرئة واحداً من الآتي:

• البكتيريا (أشهر نوع)، مثل البكتيريا العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae) أو بكتيريا الميكوبلازما الرئوية (Mycoplasma pneumoniae).
• الفيروسات، مثل فيروس كورونا، أو فيروس الرشح والإنفلونزا.
• الفطريات (نادرة).

وقد يلتقط كبير السن هذه الجراثيم من خلال واحدة من الطرق التالية:

• أفراد العائلة والأصدقاء المُصابين بالتهاب الرئة.
• دور الرعاية.
• المستشفيات أو المراكز الصحية.
• استنشاق بقايا أطعمة، أو المشروبات، أو أحماض المعدة وغيرها في الرئتين (الالتهاب الرئوي الشفطي).

تشخيص التهاب الرئة عند كبار السن

يلجأ الأطباء إلى مجموعة من الفحوصات لتشخيص التهاب الرئة، وهي:

• فحص العلامات الحيوية، مثل الحرارة، وسرعة التنفس، ونبض القلب.
• فحص الصدر بالسماعات الطبية.
• تصوير الأشعة السينية (Chest X-ray)، أو التصوير الطبقي (CT scan).
• زراعة للبلغم.
• فحوصات دم.

العلاج

يجب علاج التهاب الرئة عند كبار السن في وقت مبكّر قبل حدوث أي مضاعفات، وعادةً يحتاج كبار السن الإقامة في المستشفى بضعة أيام تحت المراقبة الطبيب، ويختلف العلاج على حسب حالة المُصاب، ونوع الالتهاب لديه، ويتضمن:

• مضادات حيوية للعدوى البكتيرية.
• مضادات فيروسات للعدوى الفيروسية.
• مضادات فطريات للعدوى الفطرية.
• خافضات حرارة للحُمّى.
• بخاخات أو أدوية لتسهيل التنفّس.

إذا كانت حالة كبير السن متقدّمة وشديدة، قد يحتاج علاجات أكثر قوة، وهي:

• مضادات حيوية عبر الوريد.
• سوائل وريدية.
• أكسجين.
• تنفّس صناعي.
• الجراحة في الحالات الشديدة جداً.

مضاعفات التهاب الرئة على كبار السن

كبار السن معرّضون لخطر الإصابة بمضاعفات الالتهاب الرئوي إن تأخر العلاج، وتتضمن:

• التهاب الجنبة (Pleurisy): أي التهاب غشاء الجنب الذي يُحيط بالرئتين، والذي قد يُسبب فشل التنفّس.
• خراج الرئة: أي موت أنسجة من الرئة، وتجمّع الصديد فيها.
• تسمم الدم: أي وصول البكتيريا إلى مجرى الدم، وتسببها بفشل في أعضاء الجسم.
• متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS): والذي قد يؤدي إلى فشل التنفّس.

الوقاية من التهاب الرئة عند كبار السن

حتى تحمي أحبائك من الإصابة بالتهاب الرئة، احرص على:

• أن يحصل على مطعوم التهاب الرئة، ومطعوم الإنفلونزا السنوي.
• يُحافظ على نظافة وتعقيم يديه باستمرار.
• يمتنع عن أي عادات تُضعف مناعته، مثل التدخين.
• يُقلل من الأنشطة التي تتضمن تجمّعات كبيرة من الناس، كالمهرجانات أو السفر.